Translate

الأحد، 11 نوفمبر 2012

توقيع اتفاق توحيد المعارضة السورية بالدوحة




وقعت المعارضة السورية في وقت متأخر من الليلة الماضية بالعاصمة القطرية الدوحة رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي سيقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد.
 
ووقع الاتفاق معاذ الخطيب الذي انتخب رئيسا جديدا للائتلاف وجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي قبيل التوقيع على الاتفاق.
ويضم الائتلاف الجديد كلا من المجلس الوطني السوري وعددا من معارضي الداخل والشخصيات المستقلة والمجالس المحلية والعسكرية.
وفاز الخطيب برئاسة الائتلاف دون أي منافسة، حسب النتائج الرسمية للاقتراع، وحصل على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف (54 صوتا).
كما انتخب رياض سيف وسهير الأتاسي نائبين للرئيس، ومصطفى الصباغ أمينا عاما. وقال موفد الجزيرة إلى المؤتمر إبراهيم عرفة إن منصب النائب الثالث للرئيس ترك شاغرا للأكراد ليتم الاتفاق على الشخص الذي سيشغله لاحقا.
وأوضح المراسل أنه جرى أثناء التوقيع ولأول مرة رفع علم الثورة السورية بجانب العلم القطري وعلم الجامعة العربية بعد الخلافات التي كانت تسود في السابق بشأن رفع هذا العلم أو العلم السوري.
جهود للاعتراف
وقد شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمة له عقب توقيع الاتفاق على أن الاتفاق يؤكد حرص المشاركين على نجاح الثورة، ودعا أطياف المعارضة إلى توحيد جهودها بعيدا عن الخلافات.
وقال مخاطبا حضور المؤتمر "إن اتفاقكم هو لكم ولنا"، مشيرا إلى أن كل ما نقوم به لا يساوي نقطة دم واحدة في سوريا.
معاذ الخطيب: ثورتنا سلمية والنظام دفعنا لحمل السلاح (الجزيرة)
وتعهد بن جاسم -الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا- بالعمل فورا للمطالبة بالاعتراف العربي والدولي بالائتلاف ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري.
وذكر أنه سيتوجه غدا (اليوم الاثنين) يرافقه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى القاهرة ليضع الاتفاق أمام جامعة الدولة العربية، في خطوة أولى نحو الاعتراف بالكيان الجديد.
كما قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية إن اتفاق تأسيس الائتلاف الوطني جرى برعاية من قطر وجامعة الدول العربية وتركيا وأصدقاء الشعب السوري. وأشار إلى أن عضوية الائتلاف مفتوحة أمام كافة أطياف المعارضة السورية.
من جهته أعرب وزير الخارجية التركي داود أوغلو عن ترحيبه بالاتفاق، ووصفه بأنه مجرد خطوة أولى ستليها الكثير من الخطوات. وقال إن "التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ولى"، وشدد على أن توحيد المعارضة صفوفها يستدعي دعما ومساعدة دولية أكبر.
وبدورها أعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية عن ترحيبها بولادة الاتفاق، وأعربت عن استعدادها للتعاون الكامل معه.
كما وصف مجلس التعاون الخليجي الاتفاق بأنه إنجاز تاريخي، وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن "الاتفاق خطوة أولى نحو تحرير سوريا"، وتعهد ممثل لدولة الإمارات العربية المتحدة بالدعم الكامل للائتلاف الجديد.
ثورة لكل السوريين
في كلمته في الاجتماع شدد الخطيب على أن هدفهم هو إسقاط هذا النظام الاستبدادي بكل رموزه، وطالب كل طوائف ومكونات الشعب السوري بالوحدة "لندفع هذا النظام"، مشيرا إلى أن الثورة هي لكل السوريين مسلمين ومسيحيين، وأن سوريا القادمة ستكون لكل أبناء وبنات سوريا وستكون دولة القانون والكرامة.
وذكر أن الثورة السورية هي ثورة سلمية من مبتدئها إلى منتهاها، ولكن النظام هو الذي دفع أبناء شعبنا إلى حمل السلاح.
وأكد الخطيب أنه سيتوجه اليوم للقاهرة لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية لتسليمه نسخة من الاتفاق كخطوة أولى للاعتراف العربي بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري، وطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته بدعم شعبنا سياسيا واقتصاديا حتى يستكمل ثورته". وقال "لا حوار مع روسيا وعليها وقف تسليح النظام السوري".
فرنسا تعترف
وأعلن الخطيب أن فرنسا اعترفت بالائتلاف ممثلا للشعب السوري، كأول دولة تعترف بالكيان الجديد.
أما رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة فقال إن تاريخا جديدا للثورة السورية يكتب في الدوحة مثلما يسطر الشعب السوري ثورته بالدم.
وذكر أن وحدة المعارضة حاجة ومطلب لنا من أجل المستقبل ومن أجل أن نبني سوريا، وقال إنه ما زال عندنا حق عند العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع في أن نحمي الحرية والحياة وأطفالنا، "نحن في حاجة إلى سلاح لأن النظام الباغي يتزود به ونحن نحرم منه".
تعهد دولي
من جهته أعلن رياض سيف في مؤتمر صحفي أن الكيان الجديد حصل على تزويد الجيش الحر بأسلحة متطورة في غضون أسابيع.
وشددت سهير الأتاسي من ناحيتها على أنه لا تفاوض مع نظام الأسد، وقالت "نحن أوفينا بإبرام هذا الاستحقاق، وبقي استحقاق كبير على المجتمع الدولي بدعم هذا الائتلاف".
سهير الأتاسي: أوفينا بتوحيد المعارضة وعلى المجتمع الدولي الوفاء باستحقاقاته (الجزيرة)
وكانت فصائل المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة وقعت في وقت سابق الأحد بالأحرف الأولى هذا الاتفاق.
وينص الاتفاق على تشكيل ائتلاف تكون عضويته مفتوحة لكل أطياف المعارضة، والاتفاق على إسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية ومحاسبتها، وعدم الدخول "في أي حوار أو مفاوضات" معه.
كما ينص على توحيد المجالس العسكرية الثورية "ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري أعلى"، وسيقوم الائتلاف بعد حصوله على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة. وحددت بنود الاتفاق انتهاء دور الائتلاف وهذه الحكومة بقرار يصدر عن المؤتمر الوطني العام الذي سيدعو الائتلاف إلى عقده "بعد إسقاط النظام مباشرة".
وتوصلت أطياف المعارضة إلى هذا الاتفاق بعد أربعة أيام من المفاوضات الشائكة بالدوحة التي اصطدمت خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي ويدخل بموجب هذا الاتفاق تحت لواء الائتلاف الجديد.
وكان المجلس الوطني تعرض لانتقادات أميركية اعتبرت أنه لم يعد يمثل كل المعارضة السورية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )