Translate

الاثنين، 19 نوفمبر 2012


 بيروت - شباب العرب نيوز


اجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الحديث عن تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة مع اتساع رقعة العدوان ورد المقاومة الفلسطينية، بالمقابل السعي الدولي ولا سيما مصر للوصول الى هدنة بين الطرفين، كما تناولت الصحف كلمة السيد حسن نصر الله والتي دعا فيها الدول العربية الى تسليح المقاومة الفلسطينية.

السفير

صحيفة الصفير ركزت على خطاب السيد حسن نصر الله والذي اشاد بصمود المقاومة ومقاوميها وشعبها، كما تحدثت الصحيفة حول اخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمساعي المصرية بمطالبة اسرائيلية الى التهدئة.


«الصواريخ المجهولة» تطل جنوباً .. وجنبلاط يدشّن مبادرته اليوم
نصرالله للعرب: غزة تريد سلاحاً .. لا وسطاء
وكتبت تقول "بقي لبنان الرسمي والشعبي مشدوداً الى المشاهد والمعادلات التي ترسمها صواريخ المقاومة الفلسطينية في سماء فلسطين ردا على العدوان الاسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة، ونجح الجيش اللبناني، أمس، في منع محاولات التسلل الى المشهد الفلسطيني عبر بوابة الجنوب، باكتشافه صاروخي «غراد» ( 107ملم) كانا منصوبين بين بلدتي الماري وحلتا في قضاء حاصبيا، ومعدين للإطلاق في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة التي تبعد عن المنطقة أقل من ثلاثة كيلومترات. وأعلن الجيش عن تعطيلهما قبيل نحو عشر دقائق من «ساعة الصفر» المحددة لإطلاقهما.
واحتل العدوان على غزة، جانباً مهماً من إطلالة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي أكد أن «حزب الله» وسوريا وايران لن يتخلوا عن غزة وأهلها، «فكما كنا معهم في السنوات الماضية سنبقى معهم والى جانبهم»، وكذلك حيزاً من محادثات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت في العاصمة الفرنسية.
وأكد نصرالله، في خطابه العاشورائي، امس ، «ان الاسرائيلي اليوم ونتيجة المأزق الذي وضع نفسه فيه، يبحث عن وقف لإطلاق نار لإعادة الوضع الى ما كان عليه قبل اغتيال الشهيد أحمد الجعبري».
ولفت نصرالله الانتباه الى «ان بنك الأهداف الاسرائيلي قد انتهى أو شارف على النهاية، فيما الصواريخ ما زالت تنطلق من غزة وتستهدف عمق الكيان المحتل، ولذلك بدأ العدو بعمليات قتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والمدنيين، وهذا يعبر عن فشل العملية العسكرية في تحقيق أهدافها»، وسأل «ما حاجة الإسرائيلي لهذا النوع من القتل إلا لدفع المقاومة الى التنازل عن شروطها المحقة»؟
واذ أكد نصرالله «ان المقاومة وشعبها وقادتها تجاوزوا المرحلة التي يمكن الضغط عليهم فيها، من خلال قتل الأطفال والنساء والضغط عبر الدول الاخرى»، توقف عند البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، ملاحظا تطابقه مع مضمون بيانهم بعد العدوان على غزة في العام 2008 لجهة الاكتفاء بالتنديد والإدانة. وأكد ان المطلوب من الدول العربية أن تدعم غزة وتسلحها لا أن تعمل وسيطاً بين العدو الإسرائيلي وبين المقاومين. وقال: «يبدو أن الدول العربية تنفع كهلال أحمر، ليس هناك إرادة سياسية ولا وجود سياسي بل هلال أحمر فقط، وايضا تنفع هذه الدول كمشيّعي جنائز».
ورد نصرالله على رئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم من دون أن يسميه، قائلاً إن «من يرى نفسه نعجة فليتكلم عن نفسه لكن لا يحق له القول ان أغلب العرب أصبحوا نعاجا»، أضاف: «مستقبل منطقتنا هو مستقبل الأبطال الصامدين وليس مستقبل النعاج».
وقال: في فلسطين ولبنان والكثير من بلدان الوطن العربي، أسود وأبطال، هناك حكومات وقيادات وإعلاميون أصبحوا نعاجا لكن على الرغم من أكثر من 60 سنة من الصراع العربي الإسرائيلي ومن التآمر العربي والغربي وتخلي أغلب الحكومات العربية عن فلسطين ولبنان بقيت شعوب تقاوم وتقدم الدماء، وأما النعاج فسيذهبون الى حيث تذهب النعاج، أما الأسود فسيصنعون مستقبل هذه الامة، كما صنعوه في لبنان وفي غزة.
وتابع متحدثا عن رئيس الحكومة القطرية فقال: نُقل عن أحد المسؤولين في دولة عربية قوله: يجب عدم إعطاء الفلسطينيين أملا أكثر مما نستطيع عمله، وان المساعدات التي تعهد العرب تقديمها للفلسطينيين لم يتم تقديمها، مشيرا الى ان بعض العرب ساهموا بالحصار على غزة.
وأضاف نصرالله «هذا اعتراف جيد، ولكن يبقى السؤال كيف وصل هذا السلاح الى غزة وكيف وصلت الصواريخ الى غزة، وكيف وصلت صواريخ ضد الطائرات الى غزة ومن أرسلها، هذا ما يجب التوقف عنده اليوم، يجب أن نرى من الذي مكّن غزة اليوم من أن تقف على قدميها وتقاتل وتقصف تل أبيب والقدس وتدمر الآليات الاسرائيلية، يجب أن يحضر من جديد دور إيران وسوريا في هذا الموضوع، العرب اليوم يعترفون بأنهم حاصروا غزة. العروبة الحقيقية والإسلام الحقيقي هما ان ترسل الدول العربية السلاح الى غزة».
ورأى نصرالله «ان من أوجب الواجبات فتح الحدود وإيصال المزيد من الصواريخ الى المقاومة في غزة»، وسأل: أين العرب الذي يرسلون السلاح الى المعارضين في سوريا، ولا يجرؤون على إرسال طلقة واحدة الى غزة؟
وعلى الخط السياسي، استمر المشهد السياسي على تخبطه في متاهة المقاطعة المفتوحة التي لن تحصرها المعارضة في عدم المشاركة في جلسة الاستماع الى الرئيس الارميني سيرج سركيسيان في 27 الجاري في مجلس النواب، بل انها قد تتجه، كما أكدت مصادر قيادية في «14 آذار»، الى مقاطعة ذكرى الاستقلال بعد غد.
وبينما كان الرئيس ميقاتي يتلقى في باريس تضامناً مع لبنان ودعماً لمؤسساته الدستورية، واستعداداً لدعم الجيش اللبناني وتفعيل برنامج التعاون الامني المشترك، «لكي يبقى لبنان بمنأى عن النزاع القائم في سوريا» كما قال رئيس الوزراء الفرنسي، كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يضع اللمسات الاخيرة على خطاب الاستقلال الذي سيوجهه الى اللبنانيين مساء غد.
وقالت أوساط رئاسية لـ«السفير» ان سليمان بصدد إعلان موقف مهم في رسالته، يحمّل فيه كل الأطراف مسؤولية أي تأخير في تلبية الدعوة للحوار، ومسؤولية انعكاس الأوضاع الاقليمية الخطرة على لبنان.
وعشية الذكرى، وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي «أمر اليوم» الى العسكريين، مؤكدا التزام المؤسسة العسكرية بالثوابت والمسلّمات الوطنية، ومشددا على واجبها في مواجهة أية محاولة للنيل من المبادئ التي كرّسها الدستور.
من جهة ثانية، يزور وزراء «جبهة النضال» غازي العريضي، وائل ابو فاعور وعلاء ترو يرافقهم أمين السر العام في «الحزب الاشتراكي» ظافر ناصر، صباح اليوم، رئيس الجمهورية، وذلك في أول خطوة لهم في سياق المبادرة الحوارية الإنقاذية التي ينوي النائب وليد جنبلاط إطلاقها باتجاه القوى السياسية كافة.
وقال جنبلاط لـ«السفير» ان مبادرته تتم بالتنسيق التام مع رئيس الجمهورية، وهي تتماشى وتتلاقى مع جهوده، لكسر الجمود السياسي العام وتحريك الحوار الوطني، «لأننا نؤمن بأن البند الأساس لمعالجة الأزمة هو الحوار، وان الامور لا تعالج بالقطيعة». وأوضح أن المبادرة ستشمل كل القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني والنقابات.
وقال ابو فاعور لـ«السفير» انه بعد انتهاء الاحتفالات بعيد الاستقلال وعودة رئيس الجمهورية من زيارة الفاتيكان المقررة في نهاية الشهر الحالي، سيتم تسليم كل الأطراف السياسية وثيقة سياسية سيذيعها النائب جنبلاط ويضمّنها رؤيته للأزمة وسبل الخروج منها على أساس منطلقات الحوار الوطني .

«حـرب نفسـيـة» بـين صـواريـخ المقـاومـة .. وجـرائـم الـعـدو
إسرائيل تريد التهدئة في غزة .. ولا تجرؤ عليها!

... وفي اليوم السادس للعدوان الإسرائيلي على غزة، تعاظم السباق بين مفاوضات التهدئة في القاهرة وعمليات التصعيد الإسرائيلية في الميدان، في ظل تهديدات متبادلة ومحاولات لتفعيل الضغوط، بهدف تقريب النتيجة النهائية من رغبات وأهداف كل طرف.
وفيما سعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للاحتفاظ بقدرة الرد لمدى زمني أطول في انتظار التطورات، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الوحشية على القطاع مزيلا من أمام نفسه عددا من العوائق والعراقيل، حيث استشهد يوم أمس أكثر من 30 فلسطينياً، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من مئة، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
وبدت الساعات الأخيرة كأنها حرب أعصاب وحرب نفسية وقودها البارود والتسريبات المتكررة بشأن القرار الذي اتخذ، أمس الأول، لتوسيع الحرب والدخول برا إلى غزة.
وقد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الهيئة الوزارية التساعية الإسرائيلية المكلفة إدارة الحرب عملياً اجتمعت طوال ليلة أمس بهدف اتخاذ قرار حول مسودة تفاهم أو اتفاق لوقف النار.
وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى مطالب واشتراطات «خيالية» من جانب حركة حماس، فيما كشفت مصادر فلسطينية عن مطالب واشتراطات إسرائيلية خيالية أيضا.
وبرغم الإشارات الإيجابية التي يشيعها المصريون بشأن قرب الاتفاق على وقف النار أو التهدئة، فإن مصر وحماس تنتظران الرد الإسرائيلي، الذي يتوقع وصوله حتى مساء اليوم، وهي تقريبا الفترة التي سبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن تحدث عنها في معرض إشارته إلى وقف النار المرتقب.
وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الهيئة التساعية ستبحث صيغة وقف النار والإجراءات التي ستتخذ إلى حين التوصل لاتفاق مقبول من قبل إسرائيل. وعلمت «السفير» أن الاقتراح المصري بشأن التسوية حول التهدئة صار يتحدث عن مرحلتين: وقف إطلاق النار أولاً، ثم الاتفاق على صيغة تثبيت هذا الوقف. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن احتمال أن تعرض إسرائيل وقفاً لإطلاق النار ليوم واحد يتم خلاله التوصل لاتفاق على التهدئة.
وأبلغ بنيامين نتنياهو يوم أمس طواقم تعاون إسرائيل في حربها الدعائية المكثفة ضد الفلسطينيين أن حرب «عمود السحاب» «بعيدة عن الانتهاء». وكان لهذه الكلمات معنى خاص لأنها جاءت إثر مؤتمر صحافي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة قال فيه إن إسرائيل طلبت من الدول الغربية العمل على التوصل إلى تهدئة.
وأشار مسؤول مقرب من نتنياهو لوكالة «رويترز» إلى أن «إسرائيل مستعدة واتخذت خطوات وهي جاهزة للهجوم البري للتعامل مع الآلة العسكرية لحماس»، مضيفاً: «نفضل أن نرى حلا ديبلوماسياً يضمن السلام في الجنوب... إذا كان هذا ممكنا فلن تكون هناك حاجة للقيام بعملية برية. لكن اذا فشلت الديبلوماسية قد لا يكون امامنا خيار سوى الدفع بقوات برية».
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعلون: «اذا كان هناك هدوء في الجنوب، ولم تطلق صواريخ على الإسرائيليين، ولم تدبر هجمات إرهابية من قطاع غزة، فإننا لن نشن هجمات».
من جهته، قال مشعل ان التهدئة ممكنة، لكن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بالشروط الإسرائيلية، وتريد من إسرائيل وقف غاراتها أولا، ورفع حصارها عن غزة. وقال مشعل، خلال مؤتمر صحافي في القاهرة: «إذا أرادوا وقف إطلاق النار فمن بدأ الحرب عليه أن يوقفها».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر مصري قوله لها: «نحن قريبون جدا من اتفاق لوقف النار. والأمر يتطلب مرونة إضافية من جانب إسرائيل، وان الغد (اليوم) سيكون حاسما».
وأضافت الصحيفة انه ليس تكهنا مخبولا القول انه إذا لم تفلح المساعي التي يقوم بها رجال المخابرات المصرية، فسوف يضطر الجيش الإسرائيلي إلى تحريك قواته إلى داخل قطاع غزة.
واعتبر المعلق العسكري للصحيفة أن هدف العملية ليس بالضرورة إسقاط حكم حماس، وإنما قد يكون الهدف جزءا من المفاوضات المباشرة مع الحركة، ولكن بأدوات عسكرية وأحيانا بطرق ديبلوماسية.
وبرغم استخدام إسرائيل المكثف للقصف الجوي والبحري والبري لمناطق مختلفة في القطاع طوال ليلة أمس الأول وفجر وظهر أمس، فإن الإشارات حول المعركة البرية ليست واضحة، فمن ناحية يتزايد التحذير في إسرائيل من أن خطوة برية قد تضيع ما تعتبره إسرائيل انجازات تحققت حتى الآن، إلا أن هناك من لا يزال يدعو إليها ويحرض عليها.
وبديهي أن قرار الخطوة البرية سياسي بامتياز لا عسكري، ولذلك يجري الحديث عن وجود تحفظات في الأوساط الوزارية تجاه العملية البرية. وربما أن الموقف الدولي، وتحسبات الجمهور الإسرائيلي، وتجارب حرب لبنان الثانية، وتزايد قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة، تجعل العملية البرية متعذرة.
ومع ذلك، فإن المعلقين الإسرائيليين يشيرون إلى أن الوقت ينفد من إسرائيل وأن الخيار الوحيد أمامها حتى مساء اليوم هو أن تقرر الدخول البري أم التوقف.
واتصل الرئيس الأميركي باراك اوباما مساء أمس بكل من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي في اطار المساعي لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما، الموجود حالياً في كمبوديا، شدد مع مرسي على «ضرورة قيام حماس بوقف قصف اسرائيل بالصواريخ»، وبعدها تكلم مع نتنياهو الذي وضعه في اجواء «التطورات الأخيرة في غزة واسرائيل».
ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى القاهرة في اطار جولة في المنطقة تهدف إلى المساعدة في التوصل إلى تهدئة. واجتمع بان مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو تمهيدا للقاء الرئيس محمد مرسي اليوم. ويعتزم بان أيضاً الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، لكنه لن يزور غزة.
في هذه الأثناء، يتواصل إطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة وصولا إلى بئر السبع واسدود، منبئة بوصول صواريخ فلسطينية. وتواصل إسرائيل تصعيد عدوانها بطريقة «خلع القفاز» التي تعني الضرب من دون الكثير من المحاذير، وهو ما تجسد باستهداف بيوت أو أماكن عامة لمجرد الشبهة بوجود من تعتبرهم خطرين فيها من دون أن تحسب حسابا للمدنيين. وهذا ما قاد إلى المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين كما حدث في حي الزيتون وبرج «الشروق» الذي يحوي مكاتب صحافية كثيرة.
وبحسب مصادر طبية في قطاع غزة، فقد استشهد يوم أمس أكثر من 30 فلسطينياً وأصيب العشرات، لتصل حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي منذ بدئه يوم الأربعاء الماضي إلى 104 شهداء، من بينهم 24 طفلا، علماً بأن أكثر من نصف الشهداء هم من المدنيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في ستة أيام القتال الأخيرة أطلق الفلسطينيون 1128 صاروخا على إسرائيل، وأنه نفذ ما يزيد على 1350 غارة. وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن أسدود وبئر السبع تلقتا أمس وجبة كبيرة من الصواريخ من بين أكثر من 100 صاروخ تم إطلاقها من غزة.
من جهة أخرى، يثير حشد عشرات الألوف من الجنود، وتجنيد حوالى 60 ألفا من جنود قوات الاحتياط، مشاكل كثيرة في صفوف القوات الإسرائيلية ذاتها، وأيضاً في أوساط اقتصادية وسياسية.
وذكرت صحف إسرائيلية أن التذمرات شرعت في الظهور بين الجنود خصوصا في ظل فترة الانتظار الطويلة. وقال بعضهم لمراسلي الصحف إنهم لو كانوا يعلمون أن الأمر كذلك لما آثروا الالتحاق بوحداتهم.
وفي نيويورك، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالسعي الى «عرقلة» اصدار بيان في مجلس الامن الدولي بشأن غزة.
وقال المندوب الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين إن إحدى الدول الـ15 في مجلس الامن اعلنت «بوضوح عدم استعدادها للموافقة على رد فعل من مجلس الامن». ولم يحدد تشوركين هذا البلد بالاسم، الا ان ديبلوماسيين اشاروا الى ان الولايات المتحدة تعرقل صدور بيان مدعوم من الدول العربية حول الهجوم الاسرائيلي على غزة.
وفي حال لم يتمكن اعضاء مجلس الامن من الاتفاق، فإن موسكو قد تقدم مشروع قرار يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار. وهذا الاحتمال قد يدفع الولايات المتحدة الى استخدام حق الفيتو.
وكان المغرب الذي يمثل الدول العربية في مجلس الامن اقترح مساء الخميس الماضي نصا يدعو الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وافاد ديبلوماسيون ان الولايات المتحدة مع دول اخرى طالبت، أمس، بادخال تعديلات على هذا النص.
وقال تشوركين ان احدى الدول اقترحدت ادخال «تعديلات مهمة» ما يخفي رغبة بإطالة امد هذه المفاوضات. واعتبر تشوركين ان هذا الامر «هو اقرب الى الرغبة بالعرقلة».
وفي بروكسل دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي «الى وقف فوري للاعمال الحربية» و«دعم جهود الوساطة المصرية وفاعلين آخرين»، و«رحبوا بمهمة الامين العام للامم المتحدة في المنطقة»."



النهار

صحيفة الننهار تناولت اخر تطورات العدوان الاسرائيلي على غزة والممارسات الوحشية التي مارسها بحق ابناء غزة، كما تحدثت الصحيفة عن المساعي الدولية الحثيثة لهدنة طويلة الامد.

تصعيد الهجوم على غزة يسابق وقف النار
إسرائيل تدرس تخفيف الحصار لهدنة طويلة
وكتبت الصحيفة تقول "بعدما قدمت كل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والسلطات الاسرائيلية شروطها، وهي ذات سقف عال، بدا أن التسوية التي تعمل عليها مصر باتت قاب قوسين من الصيغة النهائية التي تظهر مؤشرات أولية تضمنها تنازلات اسرائيلية، ربما سعياً الى تجنب إرجاء الانتخابات العامة.
وقد رأس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة للمجلس الوزراي المصغر للشوون السياسية والامنية للبحث في مسودة مصرية لوقف النار، واتصل به الرئيس الأميركي باراك أوباما  كما اتصل بالرئيس المصري محمد مرسي، وأكد الحاجة إلى وقف صواريخ "حماس".
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اسرائيل تعهدت الامتناع عن شن عملية عسكرية برية، إلى حين استنفاد كل سبل المفاوضات في شأن التهدئة. وتحدثت الإذاعة الاسرائيلية عن رغبة تل أبيب في هدنة من 24 إلى 48 ساعة في انتظار بلورة شروط وقف النار. وربما عمدت اسرائيل، في هذا الاطار الى تخفيف الحصار على قطاع غزة.
وبث التلفزيون الاسرائيلي أن نتنياهو يتجه إلى قبول الاقتراح مبدئياً. ولكن بعدما أعلنت قيادات من "فتح" و"حماس" و"الجهاد" من رام الله الوحدة وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عن اتفاق لوقف النار من دون "الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" لأنهما "عدوان أساسيان".
وفي تقارير إعلامية أن تل أبيب تنشد وقفاً للنار يمتد 15 سنة. وقال مسؤول اسرائيلي إن الدولة العبرية لا تريد "حلاً سريعاً يؤدي إلى معاودة القتال بعد أشهر"، إذ تطلب "ضمانات دولية" أن "حماس" لن تعاود التسلح أو تستخدم شبه جزيرة سيناء المصرية منطلقاً لشن عمليات.
وأوضحت قناة "الميادين" أن المسودة تتضمن وقف اسرائيل نشاطاتها العسكرية البرية والجوية والبحرية واستهداف الأفراد، ثم تسهيل حياة المدنيين وتحركاتهم. وتوقعت قناة "العربية" السعودية التوصل إلى تسوية خلال 24 ساعة.
وتحدث مسؤول مصري عن "اشارات مشجعة إلى أنه من الممكن وقف القتال وإراقة الدماء"، متمنياً أن "نتلقى في نهاية اليوم (امس) اشارة نهائية بما يمكن تحقيقه لانهاء الاعتداءات". وأفاد أن "الطرفين يقولان إن وقف النار مهم، وأنه يجب ان تكون ثمة ضمانات، لكن تلك الضمانات مختلفة". وقال إن هدف القاهرة وقف القتال و"إيجاد وسيلة لرفع الحصار عن غزة".
ميدانياً، وبعدما بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 104، بينهم رامز حرب، القيادي الميداني في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عاودت الطائرات الاسرائيلية غاراتها ليلاً. ودوى انفجار في مدينة غزة مساء.

الأمم المتحدة
دخلت روسيا بقوة على خط الهجوم على غزة، مستفيدة من رفض الولايات المتحدة الخوض في أي مناقشات في مجلس الأمن لإصدار بيان في هذا الشأن. وعقد المجلس جلسة بدعوة من المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، والتزمت زميلته الأميركية سوزان رايس الصمت خلال المشاورات لأن "لا تعليمات من واشنطن بالمشاركة فيها". وسيعود المجلس الى الانعقاد فجر اليوم بتوقيت بيروت.
وقال تشوركين :"انزعاجنا لأن مشروع البيان الذي قدمه المغرب لا يزال غارقاً في المناقشات. روسيا مستعدة لتقديم مشروع قرار من ثلاثة عناصر، وقف فوري للعنف ونظام لوقف النار، ودعم الجهود الإقليمية للحل، ومعاودة المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
كذلك علمت "النهار" من مصدر وثيق الصلة بمشروع القرار المعد لرفع مستوى تمثيل فلسطين إلى دولة مراقبة في الأمم المتحدة، أن لجنة فلسطين في المنظمة الدولية باشرت جمع التواقيع لرعاية مشروع القرار الذي سيصوت عليه في 29 تشرين الثاني."


الاخبار

صحيفة الاخبار تناولت كلمة السيد حسن نصر الله الاخيرة حول غزة والمقاومة، كما تحدثت عن المساعي الدولية ولا سيما المصرية للتهدئة ووقف العدوان.


نصر الله: مستقبل المنطقة للمقاومة لا للنعاج

وكتبت الاخبار تقول "رأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، أن الدول العربية تنفع كـ«هلال أحمر» ومشيّعي جنائز وإقامة فواتح عن أرواح الشهداء. وانتقد قول رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم، من دون أن يسميه، إن «أغلب العرب أصبحوا نعاجاً»، وردّ عليه: «إذا أنتم أصبحتم نعاجاً، فهنا في فلسطين ولبنان هناك ليوث أصبحوا أبطالاً». وأكد أن مستقبل المنطقة للمقاومة لا للنعاج.
وقال نصر الله، خلال كلمة له في مجلس عاشورائي في «مجمّع سيّد الشهداء» أمس: «حتى الآن لا نزال نشهد صمود المقاومة وثباتها وردودها الجريئة في قطاع غزة، ونشهد تمسّكها بشروطها التي طرحتها، وبالمقابل يبحث الإسرائيلي اليوم، نتيجةً للمأزق الذي وضع نفسه فيه، عن وقفٍ لإطلاق النار وعودة الوضع إلى ما قبل استشهاد (قائد كتائب القسام أحمد) الجعبري». وأشار إلى أنّ «المقاومة الفلسطينيّة تطرح شروطها المعروفة».
ولفت نصر الله إلى أن «الإسرائيلي أنهى ما سُمي بنك أهداف، وهو يعاود قصف ما بدأ قصفه، وخياراته لم تعد أمامه، ومن هنا عاد إلى طبيعته الإجراميّة بقصف المدنيّين». ورأى «أن ما يحصل يُعبّر عن فشل العمليّة العسكريّة الإسرائيليّة، وقتل المدنيّين في غزة يهدف إلى الضغط على المقاومة الفلسطينيّة لكي تتراجع عن شروطها».
وإذ رأى أنّ «المقاومة الفلسطينيّة تجاوزت مرحلة الضغط والتهويل وعمليّة استخدام الدول لوقف شروطها»، تطرّق إلى الموقف من العدوان على قطاع غزة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، وقال: «إذا نظرنا إلى البيان الذي صدر عن المؤتمر، نرى أنه يتطابق مع البيان الذي صدر بعد عدوان 2008 على غزّة، ولم يضف أيّ جديد، ونحن لم نكن نتوقع أكثر منهم، بل كنا نأمل». وشدد على أن «المطلوب من الدول العربيّة أن تقف وتساعد وتسلّح غزة، لا أن تعمل وسيطاً بينها وبين العدو الإسرائيلي». وأضاف: «على ما يبدو، إنّ الدول العربيّة تنفع كـهلال أحمر، حيث لا يوجد لديها قرار سياسي، كما أنّهم ينفعون مشيّعي جنائز وإقامة فواتح عن أرواح الشهداء».
وفي ردّ على رئيس وزراء قطر من دون تسميته، قال نصر الله: «استوقفني موقف أحد وزراء خارجية إحدى الدول الخليجيّة الذي قال: لا يمكن إعطاء الفلسطينيّين أكثر من قدرتنا، والمساعدات التي وُعِدَت بها غزة لم تقدم، وبعض العرب أسهموا بالحصار على غزة». وعلق نصر الله بالقول: «يجب أن نرى من الذي ساعد غزة اليوم لكي تقف على قدميها وتقاتل وتقصف تل أبيب والقدس وتُدمّر الآليّات الإسرائيليّة، ويجب أن يحضر من جديد دور إيران وسوريا في هذا الموضوع. وأنا أقول مَن لم يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم»، في إشارة إلى اكتفاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشكر تركيا وقطر ومصر.
وأضاف: «العرب اليوم يعترفون بأنّهم حاصروا غزة، والعروبة الحقيقيّة والإسلام الحقيقي هو أنْ تُرسل الدول العربيّة السلاح إلى غزة، والاسرائيلي يراهن على أن تتوقف الصواريخ لوحدها»، واكد ان «من أوجب الواجبات فتح الحدود اليوم إلى غزة وإرسال السلاح، فأين العرب؟».
ولفت نصر الله إلى أنّ الوزير الخليجي عينه يقول إن «أغلب العرب أصبحوا نعاجاً»، وردّ عليه بالقول: لا يا حبيبي، إذا أنتم أصبحتم نعاجاً، فهنا في فلسطين ولبنان ليوث وأسود أصبحوا أبطالاً، وكل واحد يحكي عن حاله والذي يرى نفسه نعجة يصطفل».
وسأل نصر الله: «أين العرب الذين يرسلون السلاح بالشاحنات إلى المعارضين في سوريا؟ إنّهم لا يجرؤون على إرسال طلقة واحدة إلى غزة خوفاً من الأميركيّين والسي آي إيه». وأكد أن «مستقبل المنطقة هو هؤلاء المقاومون وليس النعاج».
وتعليقاً على قول أحد المعارضين السوريين إن هدف إسرائيل من الهجوم على غزة هو معاقبة حماس، لأنّها خرجت من المحور الإيراني ــــ السوري، قال نصر الله: «ما شاء الله شو عبقري، ويا عمي في واحد براسه عقل يُصدّق هذا الكلام؟». وختم: «إنّ إيران وسوريا ومعهما حزب الله لن يتخلوا عن غزة وأهلها، وكما كنا معهم في السابق سنبقى معهم الآن ونقوم بواجباتنا ولو اختلفنا هنا أو هناك بموقف سياسي معين والمعركة الأساسيّة هي في فلسطين».

العدوان على مفترق: التهدئة أو التصعيد

بحسب آخر المعلومات الواردة من القاهرة وتل أبيب، فإن العدوان على قطاع غزّة ينحو باتجاه التهدئة، بعدما قلّص طرفا النزاع شروطهما. لكن في المحصلة، يتبيّن أن المقاومة الفلسطينية التي استبسلت في معاركها، قد فرضت على العدو تهدئة بشروطها، فيما عمدت قوات الاحتلال إلى التلويح بالتصعيد في حال فشل الاتفاق.
في موازاة التصعيد العسكري الاسرائيلي الذي واصل استهداف المدنيين العزل لليوم السادس على التوالي من دون أن ينال من المقاومين أو صواريخهم، كانت تجري مفاوضات حثيثة في القاهرة من أجل التوصل الى تهدئة. وحتى كتابة هذا التقرير كانت بوادر التوصل الى هذه التهدئة قريبة جداً.

وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون العبري أن تقدماً خارقاً سُجّل على طاولة المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية، وباتت الأطراف قريبة جداً من توقيع اتفاق تهدئة، مشيرة الى أن الطرفين، الاسرائيلي والفلسطينيي، توصلا بمعية الأطراف الثلاثة الأخرى، الى وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار، وقبلا بالخروج مع مكاسب أقل مما كانا قد طلباه في بدء المفاوضات. وقالت القناة إن الوثيقة التي عملت عليها القاهرة، موجودة حالياً في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإذا ما لاقت موافقة منه، فإن إعلانها سيكون قريباً جداً.
وكانت وسائل الاعلام العبرية قد ذكرت أن المنتدى الوزاري التساعي عقد جلسة خاصة لاتخاذ قرار بشأن الاقتراح المصري حول التهدئة. وبدأت الجلسة عند التاسعة مساءً وتوقفت مؤقتاً منتصف الليل للاستراحة، قبل أن تُستأنف، في خطوة عكست وجود خلافات حول الموقف من مطالب حماس والجهاد.
وكان لافتاً تفهّم المعنيين لعدم التسريب كي لا يؤثرّ ذلك على مسار المفاوضات، كما كان لافتاً إطلاق المقاومة 4 صواريخ فجراً على عسقلان ردّت قوات الاحتلال عليها بغارات على القطاع، ما يعني أن الملف كان لا يزال محور «شدّ ورخي».
وقالت الإذاعة العبرية إن إسرائيل تطالب الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق النار ليوم أو يومين حتى تهدّئ روع الجمهور ثم النظر في بقية بنود الاتفاق. وادّعت أن الاتفاق ينص على تعهد «حماس» بعدم المس بجنود جيش الاحتلال، في مقابل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، مشيرة الى أن الاتفاق سيكون لفترة طويلة قد تمتد لسنوات تحت إشراف دولي.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (سما) عن مصادر مطّلعة قولها إن اجتماعاً حاسماً يجري بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقيادة الجهاد الإسلامي برئاسة رمضان عبد الله شلح، مع مدير جهاز الاستخبارات العامة المصرية، رأفت شحاتة، بشأن حصيلة الجهد المصري في ما يتعلق بالتهدئة. وتوقعت المصادر أن تقدّم مصر خلال ساعات رداً نهائياً لإسرائيل بشأن موقفي حماس والجهاد، ومطالبهما لإقرار عملية التهدئة.
أما وكالة «معا» فنقلت عن القيادي الفلسطيني نبيل شعث أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشعل بشأن ما يجري من مفاوضات وقف إطلاق نار شامل. وقال إن مشعل أبلغه أن المفاوضات دخلت مرحلة جادة لوقف إطلاق النار، لكنه في الوقت ذاته استبعد أن يتم تحقيق ذلك خلال الفترة القليلة المقبلة، لأن هناك شروطاً تفرضها إسرائيل ولا تريد أن تلتزم بشروط حماس والفصائل.
وأشار شعث الى أن إسرائيل تخلت عن شرط كان من المستحيل تحقيقة، وهو أن توقف حماس بشكل نهائي إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتسلم أسلحتها، وفي المقابل ألا تلتزم إلا بعدم استهداف المدنيين.
وأكد أن تركيا وقطر تشاركان بقوة في المفاوضات، ولكن كل شيء يجري من خلال الرئيس المصري.
وأشار الى أن مشعل أبلغه أن حماس مستعدة للعودة الى طاولة الحوار الوطني فور انتهاء العدوان الاسرائيلي.
وعقد مشعل مؤتمراً صحافياً في القاهرة، أشار فيه الى أن «الحرب الأولى على غزة خلال ثلاثة أسابيع قد حققت توازناً نسبياً، اليوم المقاومة حققت هذا التوازن خلال ساعات، ونتنياهو الذي أراد أن يرمم قدرته في الردع فشل. هو اليوم في ورطة. أراد أن يختبر مصر فكان الجواب المصري واضحاً وجلياً. وأراد أن يختبر الربيع العربي، فوجد مدى التفاف شعوب الربيع العربي حول غزة وشعبها. وأراد أن يجرّب سلاحه فوجد النتيجة وفشل أسلحته».
وأشار الى أن «من طلب التهدئة هو نتنياهو. طلبها من أميركا وأوروبا، وأخيراً طلبها من مصر. فشعبنا في غزة لا يريد التهدئة، بل يريد حقوقه... لا نريد حرباً برية، لكن إذا أرادوها فلن يكونوا بخير».
وشكر مشعل الرئيس المصري محمد مرسي «والإخوة في تونس، وشكراً لقطر التي ساهمت في إعمار القطاع، وكل من له يد في كسر الحصار، وقد أجرينا لقاءات مكثفة، مع (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان ورئاسة الاستخبارات».
في الجانب الإسرائيلي، توالت مواقف المسؤولين الإسرائيليين الذين أطلقوا رسائل في أكثر من اتجاه، إذ نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رفيع مقرّب من رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله إن «إسرائيل تُفضّل أن ترى حلاً دبلوماسياً لمواطني إسرائيل في الجنوب، وفي حال كان هذا الأمر ممكناً فلن تكون هناك حاجة للقيام بعملية برية، أما في حال فشلت الدبلوماسية فقد لا يكون أمامنا خيار سوى الدفع بقوات برية».
أيضاً، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون لموقع «واللاه» العبري، أن إسرائيل لم تصل حتى الآن إلى مرحلة عملية عسكرية برية، لكنه هدد حماس وفصائل المقاومة بأنه في حال لم يتوقف إطلاق الصواريخ فلا مفر من القيام بهذه الخطوة، وفي حال تمت فإن إسرائيل لن تبقى في القطاع، مقارناً بما فعلته خلال عملية السور الواقي، في الضفة الغربية عام 2002.
أيضاً أعرب يعلون عن رضاه عن موقف الرئيس المصري وأدائه، مُقرّاً بأنه «قد يكون حدث تراجع في الردع الإسرائيلي لأن حماس تعتقد بأن النظام المصري يدعمها، وأنا لا أعتقد أنها على حق».
في الإطار نفسه، أكد وزير المال يوفال شطاينتس أن إسرائيل تقف على مفترق طرق، إما باتجاه التصعيد نحو توسيع نوعي للعمليات العسكرية أو التهدئة، وأكد أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق فلن يشمل فقط وقف النار، بل أيضاً تهريب السلاح إلى غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل على استعداد لوقف النار لكنّ خيار الحسم مطروح على الطاولة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير محمد كامل عمرو سيتوجَّه إلى قطاع غزة اليوم في زيارة تضامنية ضمن وفد وزاري عربي. ومن المنتظر أن يرافق وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الوزراء العرب في زيارة غزّة، وفقاً لما أعلنه مكتب أردوغان، فيما وصل، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى القاهرة.
وفي اليوم السادس للعدوان، صدرت مواقف دولية متعددة، حيث اتهم أردوغان الأمم المتحدة باتخاذ موقف غير عادل تجاه المسلمين، كما وصف إسرائيل بالإرهابية لقصفها غزة، فيما دعت السعودية الى إجبار إسرائيل على وقف عدوانها.
وفي الدوحة، دعا رئيسا الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني والإيطالي ماريو مونتي الى التهدئة ووقف النار في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك.
وقال آل ثاني «نحن مع التهدئة، لكن التهدئة يجب أن تتم بوضوح وعدم السماح لأي طرف بأن يستمر باغتيال شخصيات ويدخل في معارك جانبية ويطلب من الطرف الآخر تهدئة مئة في المئة... التهدئة يجب أن تكون من الطرفين».
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أن «قصف المناطق الجنوبية في إسرائيل والغارات الإسرائيلية غير المتكافئة على قطاع غزة أمر غير مقبول».
بدوره، أجرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتصالاً مع نظيره المصري، واتفقا على ضرورة إیجاد إجماع دولي للحیلولة دون استمرار العدوان الصهیوني علی غزة. كذلك اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بمرسي وطلب منه أن تضع «حماس» نهاية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

شروط المقاومة
عرضت وكالة «معا» الفلسطينية لشروط «حماس» والفصائل بشأن التهدئة وتتضمن: رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، ووقف توغلات الجيش الإسرائيلي، ووقف استهداف قادة الفصائل، أي الاغتيالات، ووقف الاعتداء على الصيادين وإطلاق النار عليهم.
وكانت مصادر إسرائيلية وفلسطينية قد سرّبت شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار، وتتضمن هدنة طويلة الأمد (أكثر من 15 عاماً)، ووقف دخول الأسلحة إلى غزة، ووقف إطلاق الصواريخ من «حماس» والفصائل، وكذلك استهداف الجنود الإسرائيليين على الشريط الحدودي، وحق إسرائيل في المطاردة الساخنة إذا تعرضت للهجوم أو لديها معلومات عن هجوم، وأن يكون رفع الحصار عن القطاع من خلال رفح وبتنسيق بين مصر و«حماس»، وليس من خلال معابر إسرائيل، وأن تكون الاتفاقيات الموقّعة مع السلطة الفلسطينية غير مطبّقة نهائياً، وخصوصاً الاقتصادية والسياسية، وأن تكون مصر سياسياً (محمد مرسي) هي الضامن لهذه الاتفاقية وليس أجهزة الأمن المصرية، بمعنى آخر أن تكون الضمانة سياسية وليست أمنية."


المستقبل

بدورها صحيفة المستقبل تحدثت عن العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بمقابل الاقتراح المصري للهدنة ووقف العدوان.

تنسيق بين عباس ومشعل حول مفاوضات التهدئة وإسرائيل تدرس اقتراحاً مصرياً للهدنة
غزة: سباق بين التصعيد العسكري والديبلوماسية
وكتبت تقول "غزة، مشهد مفتوح على مزيد من الدم والشهداء الذين تجاوزوا المئة أمس في اليوم السادس من "عمود السحاب" الاسرائيلي الذي يقطر من دموع فلسطينيّي القطاع ومآسيهم، بانتظار نتائج ديبلوماسية خافتة على ضوء اقتراح مصري للتهدئة درسته أمس الحكومة الاسرائيلية الأمنية المصغرة برئاسة بنيامين نتانياهو المستعدّ لتكثيف هجومه واجتياح القطاع المنكوب.
ودفع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة طرفي الانقسام في حركتي "فتح" و"حماس" إلى تناسي خلافاتهما، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى تنسيق المواقف بينهما في ما يتصل بالعدوان الاسرائيلي على غزة.
وتردّد في ساعة متقدمة ليل أمس، أن اتفاقاً لوقف اطلاق النار سوف يوقع خلال ساعات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بفترة تجريبية، يرعاه ويضمنه الرئيس المصري محمد مرسي حسبما قالت فضائية "العربية".
وأعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الحكومة الامنية المصغرة برئاسة نتنياهو اجتمعت مساء لبحث اقتراح مصري لهدنة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
واجتمع الوزراء التسعة الرئيسيون في الحكومة لدرس احتمال السير بهدنة او الانتقال الى عملية برية في غزة، وفق الاذاعة التي أضافت ان اسرائيل تريد الالتزام بهدنة من 24 الى 48 ساعة لكي يتمكن الطرفان من الاتفاق على بنود وقف اطلاق النار، وتابعت ان اسرائيل قد تعمد في اطار التفاهم على وقف لاطلاق النار الى التخفيف من الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.
وحسب التلفزيون الاسرائيلي، فإن نتانياهو قد يكون مستعدا للموافقة على الاقتراح المصري وقد يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار خلال 24 ساعة.
ورداً على سؤال لـ"فرانس برس" أكد مسؤول اسرائيلي حكومي طالباً عدم الكشف عن اسمه، ان الحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرة اجتمعت بالفعل مساء أمس.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية أمس ان اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل توقف عملياً لنحو ساعتين ونصف ساعة قبل اجتماع الحكومة الامنية.
ومساء سقط صاروخان في منطقة اشكول في جنوب اسرائيل من دون وقوع اصابات.
وبحسب الاذاعة الاسرائيلية، فإن الوزراء التسعة في الحكومة الاسرائيلية المصغرة اجروا تقويماً للوضع الامني.
وقال مسؤول كبير مقرب لنتنياهو لـ"رويترز" "إسرائيل مستعدة واتخذت خطوات وهي جاهزة للهجوم البري للتعامل مع الآلة العسكرية لحماس"، وأضاف "نفضل أن نرى حلا دبلوماسيا يضمن السلام لمواطني إسرائيل في الجنوب. اذا كان هذا ممكناً فلن تكون هناك حاجة للقيام بعمية برية. لكن اذا فشلت الديبلوماسية قد لا يكون امامنا خيار سوى الدفع بقوات برية".
ومع استمرار توعد اسرائيل بشن عملية برية على القطاع، يستمر الحراك الديبلوماسي من القاهرة الى القدس مروراً برام الله وغزة في محاولة للتوافق على هدنة.
وتحظى اسرائيل حالياً بدعم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذين حملوا صراحة حماس مسؤولية الازمة الحالية، الا ان هذا الدعم قد يتلاشى في حال اطلاق اسرائيل عملية برية.
وبحسب الجيش فإن 57 الف جندي احتياطي ممن استدعوا بشكل طارئ خلال الايام الماضية، انضموا الى وحداتهم في محيط قطاع غزة حيث تتكدس الدبابات والمصفحات الاسرائيلية.
وقصفت إسرائيل عشرات الأهداف في قطاع غزة أمس، وقالت انها مستعدة لتكثيف هجومها باجتياح بري للقطاع لكنها تفضل حلاً دبلوماسياً يضع حداً لإطلاق الصواريخ الفلسطينية.
وقالت مصر التي تتوسط بين الجانبين إن التوصل لاتفاق بشأن تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين قد يكون قريباً.
ووصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى القاهرة في اطار جولة في المنطقة تهدف إلى المساعدة في التوسط في التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس. واجتمع بان مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو تمهيداً للقاء الرئيس محمد مرسي اليوم.
ويعتزم بان الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية لكنه لن يزور غزة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة لليوم السادس على التوالي رفعت عدد القتلى الفلسطينيين إلى 107 منهم 24 طفلا. و قال مسؤولو مستشفى في غزة ان اكثر من نصف القتلى من المدنيين.
وقالت الشرطة ان النشطاء في قطاع غزة أطلقوا 110 صواريخ على جنوب إسرائيل أمس، دون ان يتسبب ذلك في وقوع اصابات.
ولليوم الثاني على التوالي أصابت صواريخ إسرائيلية بناية في مدينة غزة تضم مكاتب لوسائل اعلام عربية ودولية.
وفي ساعة متقدمة ليل أمس، قالت وزارة الصحة في غزة إن أسرة من أربعة افراد، توأمان في الرابعة من العمر ووالداهما، قتلوا في ضربة جوية اسرائيلية على بلدة بيت لاهيا دمرت منزل فؤاد حجازي وقتلته مع زوجته وابنيه ما يرفع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي إلى 111 شهيداً.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمس، انه لا يستبعد التوصل الى وقف لاطلاق النار في قطاع غزة، لكنه اصر على طلب حماس رفع الحصار عن القطاع. وتابع إن على إسرائيل أن تأخذ الخطوة الأولى لانهاء الصراع الذي بدأته.
وأكد مشعل ان التهدئة ممكنة لكن حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، لن تقبل بالشروط الإسرائيلية وتريد من إسرائيل وقف غاراتها اولاً ورفع حصارها عن القطاع.
وأضاف مشعل في مؤتمر صحافي في القاهرة "إن أرادوا وقف إطلاق النار فمن بدأ الحرب عليه أن يوقفها"، مضيفا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه انتخابات في كانون الثاني، طلب التهدئة وهو ما نفاه مسؤول إسرائيلي رفيع.
وقال مشعل إن نتنياهو يخشى العواقب الداخلية لحرب برية على غرار ما قامت به إسرائيل قبل اربعة اعوام، وأضاف ان نتنياهو يستطيع القيام بهجوم بري لكنه يعلم ان الامر لن يكون بمثابة نزهة وانه قد ينهي مستقبله السياسي ويكلفه الهزيمة في الانتخابات.
وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي "اذا كان هناك هدوء في الجنوب ولم تطلق صواريخ على المواطنين الاسرائيليين ولم تدبر هجمات ارهابية من قطاع غزة فإننا لن نشن هجمات."
وصرح يعلون أيضا بأن اسرائيل تريد إنهاء أنشطة مقاتلي غزة في سيناء المصرية.
وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الذي زار غزة يوم الجمعة في مقابلة ضمن قمة "رويترز" للاستثمار في الشرق الاوسط "أعتقد أننا قريبون (من هدنة) لكن طبيعة هذا النوع من المفاوضات تجعل التكهن بنتيجتها صعبا جدا."
وتستضيف مصر زعماء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وقالت وسائل اعلام إسرائيلية إن وفدا من إسرائيل يزور القاهرة ايضا لاجراء محادثات بشأن التهدئة. ورفض متحدث باسم حكومة نتنياهو التعليق على الامر.
ومن المتوقع ان يزور وزير خارجية مصر الذي اجتمع مع بان أمس، غزة اليوم مع وفد من وزراء الخارجية العرب.
ومن رام الله، (احمد رمضان)، وفي خطوة لافتة، دعا الرئيس محمود عباس كلاً من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لحضور اجتماعات القيادة الفلسطينية في رام الله، واعلن انه اجرى اتصالات عدة مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لتنسيق المواقف بينهما في ما يتصل بالعدوان الاسرائيلي على غزة، والمساعي المبذولة من قبل اطراف دولية واقليمية عدة وخصوصاً مصر للتوصل لاتفاق تهدئة جديد.
وطلب الرئيس الفلسطيني من مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الاستمرار في بذل الجهود وبالتنسيق مع المجموعة العربية، لكي يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الامم المتحدة باتخاذ موقف غير عادل تجاه المسلمين ودعا الى "تحرك صادق" لانهاء الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة.
وصرح اردوغان امام مجلس لرجال الدين المسلمين ينعقد في اسطنبول في اطار مجلس اسلامي اوروبي اسيوي "ان سألتموني الى اي حد اثق بالامم المتحدة لقلت انني لا اثق بها". واضاف "انها بنية انشئت في ظروف حرب وعملها اليوم ليس عادلا وبنيتها كذلك".
واتهم رئيس الوزراء التركي مجلس الامن الدولي "بغض النظر" عن معاناة المسلمين حول العالم ودعا الى "تحرك صادق" لوقف الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة.
ومن الدوحة دعا رئيسا الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والايطالي ماريو مونتي الى التهدئة ووقف النار في غزة، خلال مؤتمر صحافي مشترك.
وقال الشيخ حمد بن جاسم "هناك وضوح لنا ان ما يجري في غزة غير مقبول عربيا من الجميع، والواضح ايضا، الان هو ان وجهات النظر على الاقل العلنية واضحة في الوقوف هذا الموقف"."

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )